شيءٌ من أقوال الزنديق ( محمد أركون ) عامله الله بما يستحق بقلم الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي
شيءٌ من أقوال الزنديق ( محمد أركون ) عامله الله بما يستحق
هذه بعض أقوال أركون
بقلم:د.سعيد بن ناصر الغامدي
جمعتها من كتابي الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها
* يصف الله تعالى بأنه مشكلة وذلك في سياق انتقاده للغة العربية ووصفه لها بأنها منغلقة ونائمة ومتخشبة ، وامتداحه للغة وفكر الغرب يتساءل بعد إيراده للفظ فرنسي إلحادي يقول : ( ... فكيف نعبر عنه باللغة العربية ؟ هل نقول مشكل الله أو مشكلة الله ... )(كتاب الإسلام والحداثة : ص 343
* ثم ينسل إلى مقصده الرئيسي الذي ذكره سابقاً فيما يتعلق بالله تعالى ، فيقول عن الانسان العربي
... لايُمكن أن يتصور إمكانية طرح مشكلة فكرية حول الله أو مناقشة فكرية حول وجود الله ، والسبب هو أن الخطاب القرآني يملأ مشاعره كمسلم أو كعربي بوجود الله ، إنه يملأ أقطار وعيه ومشاعره إلى درجة أنه لايبقى في وعيه أية مساحة لإثارة مناقشة فكرية حول وجود الله )الاسلام والحداثة 344
* أركون يتهكم بالمؤمنين الذين يؤمنون بأن الله خالق العالم ويصفهم بالأصوليين والأرثوذكس فيقول : ( ... موقف المتكلمين الفقهاء ، أي الأصوليين الذين يدافعون عن الموقف الأرثوذكسي كما حدده القرآن بأن العالم مخلوق من الله ، وبين موقف الفلاسفة الذين قالوا بأزلية العالم ... )(الاسلام والحداثة 340
ومن يقرأ كلام أركون في ما يسميه “ التاريخية ” يرى بوضوح مقدار تشبعه بهذا المنهج حتى أصبح عقيدة يزن بها الكتب المنزلة وكل قضايا الوحي ومقتضياته
ومن المصطلحات التي تقمصها في دراسته للوحي مصطلح “ التاريخية ” أو “ التاريخانية ” ، وقد أغرم بهذا المصطلح إلى حد التقديس محمد أركون ونصر أبو زيد ، ويفضل أركون استخدام التاريخية ويفصل بينها وبين التاريخانية ، على اعتبار أن التاريخانية هي التي تقول بأن كل شيء أو كل حقيقة تتطور مع التاريخ وتهتم بدراسة الأشياء والأحداث من خلال ارتباطها بالظروف التاريخية ، ويرى أركون بأنه يجب تجاوز هذا المعنى إلى “ التاريخية ” التي تسمح وحدها بتجاوز الاستخدام اللاهوتي أو القومي ، وبشكل عام الايديولوجي للتاريخ انظر : الفكر الإسلامي قراءة علمية لأركون : ص 139
* يتحدث أركون عن التاريخية والهرمنيوطيقيا التي يدرس على ضوئها ثبوت القرآن وسيادته ، ويتحدث أن سلطته جاءت من الدولة الأموية التي جعلته مصدر السلطة العليا فيقول : ( ... إنه عائد إلى الدولة الرسمية التي وضعت منذ الأمويين بمنأى عن كل دراسة نقدية ، لأنها أرادت أن تجعل منه مصدراً السيادة العليا والمشروعية المثلى التي لاتناقش ولاتمس ، لقد فرضت هذه الوظيفة السياسية للقرآن نفسها منذ أن تم تشكيل المصحف )( الفكر الإسلامي : قراءة علمية لمحمد أركون : ص 51
* ويتحدث أركون في موضع آخر من كتابه عن مايسميه “ ظاهرة التقديس ” للقرآن العظيم ، فيرى أنها من ممارسة ( الذين يستمتعون في اجترار نفس الكلام بسبب الكسل أو الجهل )، ويرى أن المشروع الأسمى هو أن ( نجمد كالاقنوم عامل التقديس الموجود في القرآن والأناجيل والتوراة )( الفكر الإسلامي : قراءة علمية لمحمد أركون : ص 85
* وفي موضع آخر يتكلم عن صحة القرآن وثبوته باعتباره مجرد فرضية الفكر الإسلامي : قراءة علمية لمحمد أركون : ص 66
* ثم يتكلم عن أن الخطاب الإسلامي لم يستطع التوصل إلى التمييز في القرآن ونصوص الوحي بين الأسطورة والتاريخ ، وأنه أي الخطاب الإسلامي المعاصر : (لايزال بعيداً جداً عن تاريخانية القرن التاسع عشر الأوروبية التي توصلت إلى تهميش العامل الديني والروحي المتعالي وحتى طرده نهائياً من ساحة المجتمع ، واعتباره يمثل إحدى سمات المجتمعات البدائية )( الفكر الإسلامي : قراءة علمية لمحمد أركون : ص 68
ويعيد الكلام عن الخطاب الإسلامي المعاصر فيصفه بأنه ( الذي يزعم أنه يحرك التاريخ المعاصر ويحد له من جديد ديكتاتورية الغاية المثلى على طريقة الإسلام البدائي ، هذا الخطاب هو خطاب ايديولوجي ، مغلق على البعد الأسطوري والرمزي ذي الأهمية الحاسمة جداً في القرآن )(المصدر نفسه 109
* ويصف أركون قصة أصحاب الكهف بأنها أساطير المصدر نفسه ص 48
* ويعلل أركون أخذه بهذا المنهج قائلاً : ( لكي تحلل وتدرس وضع الإسلام الراهن في مواجهة الحداثة بشكل صحيح ، فإنه من الضروري أن نوسع من مجال التحري والبحث لكي يشمل ، ليس فقط الفكر الإسلامي الكلاسيكي ، وإنّما القرآن نفسه أيضاً إن المهمة تبدو مرعبة لأسباب معروفة جيداً ، سوف نرى ، مع ذلك ، لماذا هي شيء لابد منه ، إذا ما أردنا أن نعالج بشكل دقيق المكان الذي أتيح للتاريخية أن تحتله في الإسلام )( المصدر السابق : ص 113 – 114
*هاجم اركون الكتب التي كتبها غربيون يثبتون فيه صحة القرآن وسلامته من التحريف ، وصحة الإسلام وثبات مناهجه وقوة حقيقته ووصفها بأنها كتب تبجيلية هزيلة ، لا لشيء إلاّ لقيام مؤلفيها بتوضيح الحقيقة بطرق علمية في أحدها وفلسفية اجتماعية في الثاني ، فهل من دليل أكبر من هذا الدليل على مقدار ماينطوي عليه “ أركون ” من عداء للإسلام وانتماء لأعدائه ؟ . تحدث في هذا الصدد عن كتاب موريس بوكاي المسمى “ التوراة والقرآن والعلم : الكتابات المقدسة ممتحنة على ضوء المعارف الحديثة ” فقال عنه أركون : ( كتاب تبجيلي هزيل جداً ) ثم عن كتاب روجيه جارودي “ وعود الإسلام ” فقال عنه : ( كتاب هزيل أيضاً ) . انظر : الفكر الإسلامي لأركون : ص 83 - 84 .
* يتحدث بصورة تشكيكية عن ثبوت القرآن ، ويؤكد أن القطع بذلك إنما هو من قبل الروح “ الدوغمائية أي المنغلقة القاطعة بانفرادها بالحقيقة .
ثم يتحدث عن جمع أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه - للمصحف وتوحيد المصاحف عليه بأن ذلك من قبل الهيجان السياسي الديني ، الذي قام بفرض نسخة رسمية واحدة ، وأن المسلمين يثنون بدوغمائية على هذا الموقف ، ثم يقرر في الصفحة نفسها بأن ( الفكر الإيجابي “ الواقعي ” هو فكر تاريخي )( الفكر الإسلامي لأركون : ص 126
* في محاضرة لأركون في ندوة الإسلام والحداثة يقول تحت عنوان “ الحداثة ومشكلة المعجم الاعتقادي القديم ” حين اعترض عليه أحد الحاضرين وطلب منه احترام المقدسات وخاصة الوحي والتنزيل أجاب أركون : ( بالطبع ، معك بعض الحق ، وقد نبهت منذ البداية إلى أنه ينبغي أن نسير في موضوع الحداثة بتؤدة وبطء فالأرض مزروعة بالألغام ، ولكنك تستخدم كلمات كثيفة جداً ومثقلة بالدلالات التاريخية دون أن تحاول تفكيكها أو تحليلها ... ، كل هذه التعابير المصطلحية الأساسية التي ورثناها عن الماضي “ كمفردات الإيمان والعقيدة بشكل خاص ” لم نعد التفكير فيها الآن ، ونحن نستخدمها وكأنها مسلمات وبدهيات ونشر بها كما نشرب الماء العذب ، هذا ما تعودنا عليه منذ الصغر ومنذ الأزل ، ولكن إذا صممنا على أن ندخل فعلياً في مناخ الحداثة العقلية ، فماذا نرى ؟ ماذا تقول لنا الحداثة بخصوص هذه المفردات الضخمة الكثيفة التي تملأ علينا أقطار وعينا ؟ ، ماذا تقول لنا بخصوص هذه المصطلحات الإيمانية المشحونة بالمعاني وظلال المعاني ... عندما يستخدم المرء بشكل عفوي هذا المعجم الإيماني اللاهوتي القديم لايعي مدى ثقله وكثافته وشحنته التاريخية وإبعاده المخفية ، وكل الأخطار المرافقة لاستخدامه ، فمثلاً عندما يقول المؤمن التقليدي أن هناك أشياء لاتتغير ولاتتبدل ، وعندما يقول هناك المقدس “ أو الحرم باللغة الإسلامية الكلاسيكية ” .وينبغي عدم التساؤل حوله أو مسه ، وعندما يقول : هناك الوحي ، وكل هذه الأديان انطلقت من النقطة نفسها : الوحي ... الخ عندما يقول كل ذلك فإنه يستخدم لغة كثيفة أكثر مما يجب ، هكذا تلاحظون أني استخدم صفة كثيفة أو ثقيلة “ بمعنى الوزن ” الحيادية لكيلا أطلق أي حكم قيمة ، ماذا تعني هذه الكلة ؟ إنها تعني أن كواهلنا تنؤ تحت ثقل أكياس هذا المعجم القديم ، فهو أثقل من أن نحتمله أو نستطيع حمله بعد الآن ، ... ففي هذه الأكياس “ أكياس المعجم التقليدي ” أشياء كثيرة لا شيء واحد ، وينبغي أن نفتحها لكي نعرف ما فيها ، لم نعد نقبل الآن بحملها على أكتافنا وظهورنا دون أي تساؤل عن مضمونها كما حصل طوال القرون الماضية ، ماذا تقول لنا الحداثة بخصوص كل واحدة من هذه الكلمات والمصطلحات التيولوجية القديمة ؟ ، ماذا تقول لنا إذا ما قبلنا أن ندخل فعلاً في مناخ الحداثة ونتنفس هواها الطلق ؟ )(الاسلام والحداثة 327-328 .
ثم يسترسل في كلامه ليصل إلى قضية “ الوحي ” فيقول : ( أتمنى هنا عندما تلفظ كلمة الوحي أن تشعر بأنها كلمة شديدة الخطورة والأهمية ، وأنه لايُمكننا استخدامها بسهولة وبمناسبة ودون مناسبة ، بمعنى أننا لانفهمها جيداً ، وإنها بحاجة ؛ لأنه تخضع لدراسة جديدة دقيقة لاتقدم أي تنازل للتصورات الألفية التي فرضتها العقائد الدوغمائية الراسخة ، أتمنى أن ننظف من كل ما علق بها من أوشاب ايديولوجية ، وذلك لأن العقائد الدوغمائية الراسخة تحمل في طياتها الكثير من الايديولوجية ... إن عملنا يتمثل في عزل ، وفرز كل ما أضيف إلى كلمة وحي من أشياء تثقلها وتجعل منها أداة ايديولوجية أو آلة ايديولوجية من أجل الهيمنة والسيطرة ، وليس فضاء للمعرفة المنفتحة على الكون ، وهذا إشكالي ، فنحن لانعرف بالضبط ما هو الوحي ، وأستطيع أن أقول الآن مايلي : لاتوجد حتى هذه اللحظة التي أتكلم فيها أمام أي مكتبة في العالم ، ولا أي كتاب في أية لغة من لغات العالم يطرح مشكلة الوحي على طريقة العقلانية الحديثة ومنهجيتها )(الاسلام والحداثة 329-330
*ويقول أركون (...عندما أقول : القرآن خطاب أسطوري البنية فإن المسلم يولول ويثور وينادي بالثبور وعظائم الأمور في حين أني لم أقل شيئاً خارقاً للعادة أو يسبب أي مشكلة ... )( الإسلام والحداثة : ص 346 – 347
* العقيدة :يعتبر أركون أن المعجم الاعتقادي عند المسلمين عقدة في طريق انتشار الحداثة ، وذلك حين كتب : ( الحداثة ومشكلة المعجم الاعتقادي القديم )(1) ونبه الأتباع والمقلدين ودعاة الحداثة بأنه ( ينبغي أن نسير في موضوع الحداثة بتؤدة وبطء ، فالأرض مزروعة بالألغام ، ولكنك تستخدم كلمات كثيفة جداً ومثقلة بالدلالات التاريخية دون أن تحاول تفكيكها أو تحليلها ... كل هذه التعابير المصطلحية الأساسية التي ورثناها عن الماضي “ كمفردات الإيمان والعقيدة بشكل خاص ” لم نعد التفكير فيها حتى الآن ، ونحن نستخدمها كأنها مسلمات وبدهيات ونشربها كما نشرب الماء العذب ... عندما يستخدم المرء بشكل عفوي هذا المعجم الإيماني اللاهوتي القديم لايعي مدى ثقله وكثافته وشحنته التاريخية وأبعاده المخيفة ، وكل الأخطار المرافقة لاستخدامه )( الإسلام والحداثة ص 327
* له جهد كبير في تثبيت عقيدو الشك ومحاربة اليقين الذي هو ركن في الايمان عند المسلمين،وجهد مضاعف في اثبات عقيد النسبية ،ففي ميدان نفيه لليقين والحقيقة الذي يعتبره من أهم منجزاته ، يقول أركون ( من منجزات الحداثة العقلية ألا وهو نسبية الحقيقة ، ونسبية الحقيقة تتعارض جذرياً مع مطلق الحقيقة أو الاعتقاد بوجود الحقيقة المطلقة كما ساد سابقاً في كل الأوساط الدينية )( الإسلام والحداثة ص 362
قال عنه مؤلفا كتاب “ رأيهم في الإسلام ” : ( صاحب عقيدة واثق من صلابة تفكيره وصواب رأيه ، ووضوح مواقفه ... ، يحافظ على اتصال دائم مع التطور الغربي ، مخاصماً مسلمين كثر ، فوجئوا وصدموا باستعماله ، في خواطره وأبحاثه التاريخية ، نظريات استوحاها من حياة القرن العشرين ، وأوروبا ، وعلم اللغات وتحاليل اجتماعية وأصول تنظيمية ، همه الأوحد تطهير رؤى هؤلاء لإسلامهم من الخرافات والأوهام والشوائب التي تشوبها ... ، فإعادة النظر بمجموع التقاليد الإسلامية لتوحيدها وكشف الرواسب المتراكمة التي عثَّرتها منذ الدعوة القرآنية ، هي موضع اهتمام محمد أركون كما المصلحين المحدثين ، مصدرها سلطان النص المطلق ، وشرعية هذا السلطان الذي لايخلو من تعصب نظري ، فينبغي أن تؤدي الثقة العارمة بالنص إلى التقليل من أهمية التجدد في النظرة - أكانت شرقية أم غربية - إلى الإسلام ، التي تواكب عمل أبرز أخصائي مسلم بالدين ، ولا ريب ، لغته فرنسية ).
رأيهم في الإسلام : ص 145 – 146
* سأله المؤلفان هل يُمكن لدولة عصرية اعتماد الإسلام كنظام حكم ؟ أجاب : ( أرفض هذه الصيغة ، فالإسلام ليس بنظام حكم ، لا تاريخياً ولا عقائدياً )(المصدر السابق 151
* وعن عقيدته (الحداثية) يطلق بقينية وقطع – مناقضا منهجه الشكي والنسبي- يقول : ( ... الحداثة تتجاوز المجال العربي والإسلامي لكي تخص كل شعوب الأرض أنها ظاهرة كونية )( الإسلام والحداثة ص 354
* ويطرح الجبرية الحداثية باعتبارها أمراً مفروغاً منه ، لا فكاك من الأخذ بها والانطلاق من ساحتها ، يقول ذلك في يقينية شمولية تقديسية تعسفية ، يقول : (... إننا مجبرون منهجياً على الانطلاق من ساحة الحداثة العقلية والفكرية ؛ لأن الحداثة أضافت مشاكل جديدة لم تكن تطرح سابقاً ، وافتتحت منهجيات جديدة تتيح لنا توسيع حقل المعرفة دون إدخال يقينيات دوغمائية ، تعسفية ، هذا هو الشيء الجديد فعلاً ، وهنا يكمن جوهر الحداثة )( المصدر السابق ص 361 مرسلة بواسطة BLOGGER..COM في 11:37 م