أسباب دخول الناس النار
الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله سيدنا محمد وآله وصحبه ومن اتبع هداه وبعد فقد قال أهل العلم من المدققين أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية لدخول الناس النار
أولها :
باب شبهة أورثت شكا في دين الله ، والخطيئة التي توصل إلي الشبهة هي الكبر وهذه الخطيئة بسببها طرد إبليس من رحمة الله تعالي ففي القرآن يحكي ربنا سبحانه وتعالي حين أمر ملائكته بالسجود لآدم " قال أأسجد لمن خلقت طينا "الإسراء:61 وقوله تعالي أيضا حكاية عن كبر إبليس " قال يا إبليس مامنعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين "ص:75
ثانيها
: ـ شهوة أورثت تقديم الهوى على طاعته ومرضاته والخطيئة التي توصل إلي الشهوة هي الحرص علي المعصية أو الحرص علي الحياة أو الجاه والسلطان أو الحرص علي الولد أو الحرص علي المعصية أو الحرص علي المال الحرام ــ وكل هذه الأنواع من الحرص المذموم مشروحة بتمامها في سلسلة مسالك الشيطان إلي قلب ابن آدم وهذا الحرص هو الذي أخرج آدم من الجنة قال الله تعالي " فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ " الأعراف:20
ثالثها
: ـ باب غضب أورث العدوان على خلقه والخطيئة التي توصل إلي الغضب الحسد وهو الذى جرأ أحد ابني آدم علي أخيه قال الله تعالي حكاية عن ذلك " وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ " المائدة إلي آخر الآيات الكريمات .
فمن وقى شر هذه الثلاثة فقد وقى الشر فالكفر من الكبر والمعاصى من الحرص والبغى والظلم من الحسد وهذه الأسباب الثلاثة مشروحة في مسالك الشيطان إلي قلب ابن آدم وسيتم عرضها قريبا وهي نحو أربعين خطبة جمعة ألقيت في إحدي مساجد قاهرة المعز ــ حماها الله وحفظها وأهلها وسائر بلاد المسلمين ــ ستعرض إن شاء الله تعالي فور إعدادها مسموعة ومقروءة تابعونا رحمنا الله وإياكم
